أمر الوكيل العام لدى محكمة الاستئناف بمكناس بإحالة 16 تلميذًا، من بينهم 5 قاصرين، إلى الاعتقال الاحتياطي على خلفية الجريمة المأساوية التي أودت بحياة نجل عميد وعميدة شرطة بولاية أمن مكناس مساء الاثنين الماضي. وتم تقديمهم إلى قاضي التحقيق لاستكمال البحث، حيث تم إيداعهم سجن تولال 2، فيما تقرر متابعة 5 آخرين في حالة سراح، والإفراج عن 3 أشخاص.
بعد استكمال التحقيق مع 24 تلميذًا مثلوا أمام النيابة العامة بمحكمة الاستئناف بمكناس، عقب قضائهم 48 ساعة تحت الحراسة النظرية، وجهت النيابة العامة تهمًا مختلفة. تضمنت التهم الضرب والجرح بالسلاح مع سبق الإصرار المؤدي إلى الوفاة دون نية القتل، وحيازة سلاح بدون مبرر قانوني لـ11 تلميذًا. أما الآخرون، فقد وجهت إليهم تهمة المساهمة في شجار أدى إلى الوفاة، إلى جانب حيازة سلاح غير مشروع.
الضحية، محمد أمين القداري، كان طالبًا بكلية العلوم القانونية والاقتصادية بمكناس، ويمارس كرة القدم ضمن أكاديمية مكناس في القسم الشرفي. تعرض لاعتداء عنيف بعد خروجه من حصة تدريبية بملعب الخطاطيف 2، أمام ثانوية مولاي إسماعيل، من قبل مجموعة شبان ينتمون لفصيلين متناحرين.
وفقًا لتقرير التشريح الطبي، الذي طلبه الوكيل العام، تبين أن الوفاة نجمت عن أزمة قلبية حادة نتيجة الإجهاد الكبير أثناء محاولة الضحية الهروب من المعتدين، خاصة بعد انتهائه من حصة تدريب رياضي.
ويُذكر أن الفصل 403 من القانون الجنائي المغربي ينص على عقوبات تتراوح بين 10 و20 سنة سجناً للضرب والجرح المؤدي إلى الوفاة دون قصد القتل، وقد تصل العقوبة إلى السجن المؤبد في حال توفر ظروف مشددة مثل سبق الإصرار، الترصد، أو استخدام السلاح.
هذا وتتابع الأوساط الرياضية والتربوية بمدينة مكناس، وخاصة أسر التلاميذ بثانويتي مولاي إسماعيل ولالة أمينة، هذه القضية بقلق بالغ، مطالبين بتعزيز الأمن بمحيط المؤسسات التعليمية لضمان سلامة أبنائهم وحمايتهم من أي أعمال عنف أو تهور.